کد مطلب:282507 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:272

مقدمة الطبعة الأولی - ترجمة المؤلف
هو رضی الدین أبوالقاسم علی بن سعد الدین ابراهیم بن موسی بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبی عبدالله محمد الطاووس بن اسحاق [1] ابن الحسن بن محمد بن سلیمان بن داود [2] بن الحسن المثنی بن الامام المجتبی الحسن بن امیر المؤمنین علی بن ابی طالب علیهم السلام. [3]

كنی بابن طاووس نسبة الی جده الاعلی ابی عبدالله محمد بن اسحاق فان محمدا كان جمیل الصورة بهی المنظر الا ان قدمیه لم یتناسبا مع جمال هیئته فلقب بالطاووس. [4]



[ صفحه 6]



و امه بنت الشیخ العالم الزاهد ورام بن ابی فراس الحلبی و ام ابیه بنت الشیخ ابی جعفر محمد بن الحسن الطوسی فالشیخ الطوسی جد ابیه من الام كما نص علیه المترجم فی (الاقبال) فانه قال: قرات كتاب المقنعة للشیخ المفید علی والدی بروایته عن الفقیه الحسن بن رطبة عن خال والدی السعید ابی علی الحسن بن محمد عن والده محمد ابن الحسن الطوسی جد والدی من قبل امه عن الشیخ المفید الخ. [5]

كما فی لؤلؤة البحرین للشیخ الجلیل یوسف البحرانی من ان ام المترجم بنت الشیخ ورام و امها بنت الشیخ الطوسی لا یتم لان وفاة الشیخ ورام كما ذكره ابن الاثیر ج 12 ص 110 سنه 605 ه و وفاة الشیخ الطوسی سنه 460 ه فتكون وفاة الشیخ ورام بعد وفاة الشیخ الطوسی بمائه و خمسه و اربعین سنة فكیف یتصور كونه صهرا للشیخ علی ابنته و ان فرضت ولاده البنت بعد الشیخ اعلا الله مقامه.

علی ان المترجم لم یذكر هذه النسبة مع حرصه علی ضبط امثالها بل قد عرفت منه حصر نسبه ام والده الشیخ الطوسی.

كما ان ما فی لؤلؤة البحرین من ان ام ابن ادریس الحلی صاحب السرائر بنت الشیخ الطوسی فتكون والده المترجم و ابن ادریس ولدی خانه ایضا غیر تام، فان وفاه الشیخ الطوسی كما عرفت سنه 460 ولاده ابن ادریس فی سنه 543 [6] فبین الوفاه و الولاده ثلاثه و ثمانون سنه و العاده قاضیه بعدم قابلیه من هی بهذاالسن للولاده هذا لوفرضنا ولاده البنت بعد الشیخ الطوسی من هی بهذا السن للولاده هذا لو فرضنا ولاده البنت بعد الشیخ الطوسی و اما اذا كانت ولادتها قبل وفاه الشیخ رحمه الله فتزاد السنین. [7] .



[ صفحه 7]



ان كل من درس حیاة سیدنا المترجم یعرف ان له مقاما فوق مستوی العقول فی قداسه النفس و وفور العلم و شده الاحتیاط و الورع الغیر متناهی و اخذ الحذر عما لا یرضی المولی سبحانه مع ما تحمله من الجهد فی اسعاف الامه بما یهذبها و یربی بها الی اوج النزاهه، اما بنصائحه البالغه و ارشاداته القیمه كما یدل علیه رسالته الی ولده التی اسماها (كشف المحجه).

و اما بادلا الحجج و البراهین لمعرفه الذین و من هم الوسائط فی الكشف عنه كما یرشد الیه كتابه (كشف الیقین) و كتاب (الطرائف) و كتاب (الطرف).

و اما بالزامهم بالغایه القذه من الخلقه و هی العبادة لله جل شانه و الزلفی لدیه و یدل علیه كتاب (الاقبال) و كتاب (فلاح السائل) و (جمال الاسبوع) و (مهج الدعوات).

و اما بلفت الانظار الی صحیح التاریخ الذی هو العبرة للمعتبر، وداع الی السیر وراء آثار السلف الصالح و التحذر عما یوجب تدهورالماضین الی الضعه و ینبیء عند كتابه: (الاصطفاء الی تاریخ الخلفاء).

و اما بالتعرف الی فقه الشریعه و الارشاد الی كیفیه: استنباط الاحكام من احادیث آل الرسول علیهم السلام و یدل علیه كتابه ( غیاث سلطان الوری لسكان الثری) فی المواسعه و المضایقه.

الی غیر ذلك من تالیفه القیمه و كلها ید بیضا علی الامه و بها كان شاخصا امام اعین القرا، ماثلا بین العلما، له مكانه فی القلوب خالده مهما تعاقب الملوان.

و هذا كله بعد ان تحلی بالملكات الفاضله التی تركته فائقا بین افراد نوعه و اهلته للتشرف بمشافهه (حجه الوقت الامام المنتظر) عجل



[ صفحه 8]



الله فرجه الی كرامات اثبتتها الجوامع وتحدث بها الثقات وحدت بجمله منها نفسه اعلا الله مقامه امتثالا لقوله سبحانه وتعالی (و اما بنعمه ربك فحدث) و فی ذلك یقول العلامه الحلی فی اجازته الكبیره لبنی زهره: كان رضی الدین علی بن طاووس صاحب كرامات، حكی لی بعضها و روی لی والدی رحمه الله البعض الاخر، وفی (امان الاخطار) و (مهج الدعوات) و(غیاث سلطان الوری) شیء كثیر منها.



فان تفق الانام و انت منهم

فان المسك بعض دم الغزال



اما النقابه: و هی تولیه شؤون العلویین تدبیر امورهم و الدفع عما ینالهم من العدوان فتولاها من هذا البیت جد المترجم ابو عبدالله محمد الملقب بالطاووس كان نقیبا بسوری. [8]

كما تولاها اخو المترجم (احمد) فی هذا البلد [9] و تولاها ابن اخ المترحم مجد الدین محمد بن عز الدین الحسن بن ابی ابراهیم موسی بن جعفر فانه خرج الی السطان هلاكو و صنف له كتاب البشاره و سلم الحله و النیل [10]

و المشهدین من القتل و النهب ورده الیه حكم



[ صفحه 9]



النقابه بالبلاد الفراتیه [11] و تولاها ابن اخ المترجم و هو غیاث الدین عبدالكریم ابن جمال الدین ابی الفضائل احمد بن ابی ابراهیم موسی بن جعفر كما تولاها ولده ابو القاسم علی بن غیاث الدین السید عبدالكریم [12] و تولاها ولد المترجم احمد و حفیده عبد الله [13]

و تولاها فی نصیبین من اهل هذا البیت ابو یعلی محمد بن الحسن بن محمد بن سلیمان بن داود ابن الحسن المثنی و كان ادیبا شجاعا كریما فاضلا. [14]

و ان سیدنا المترجم حیث اغرق نزعا فی مقام التجرد عن عالم الملك و تحیزالی صقع القداسه كلف فی زمان المستنصر العباسی بتولیه النقابه فلم یقبلها غیر أنه فی الاونة الاخیره ترجح فی نظره ان ینهض یصالح الاشراف ویدرا عنهم الهوان و یكبح من یطمع منهم الی الرذائل و یسیر بهم فی خطه سلفهم الطاهر سیرا سجحا فتقلدها من قبل هلاكو خان مده ثلاثه سنین واحدی عشر شهرا [15] و حصل له ما اراد من الغایه المتوخاه له.

اقام ببغداد نحوا من خمس عشر سنه، ثم رجع الی الحله، ثم سكن المشهد الغروی برهه ثم عاد الی بغداد فی دوله المغول، و فی المره الاولی اسكنه الخلیفه المستنصر العباسی فی الجانب الشرقی منها. [16]

و لما فتح هلاكو بغداد فی سنه 656 ه امر ان یستفتی العلماء



[ صفحه 10]



ایما افضل السلطان الكافر العادل او السطان المسلم الجائر؟ فجمع العلماء (بالمستنصریه) لذلك، فلما وقفوا علی المساله احجموا عن الجواب و كان رضی الدین علی بن الطاووس حاضر المجلس و كان مقدما محترما فلما رای احجامهم تناول الورقه و كتب بخطه: الكافر العادل افضل من المسلم الجائر فوضع العلماء خطوطهم معتمدین علیه. [17]

و كانت بینه و بین موید الدین القمی محمد بن محمد بن عبد الكریم [18] وزیر الناظر ثم ابنه الظاهر ثم المستنصر مواصله و صداقه متاكده.

كما كانت صله اكیده بینه و بین الوزیر ابن العلقمی و ابنه صاحب المخزن.

أساتذته و تلامیذه

تخرج علی كثیر من فطاحل المحققین و استجازهم:

منهم: العالم الصالح الشیخ حسین بن محمد السوراوی، قال فی (فلاح السائل) اجازنی سنه 609 ه.

و منهم الشیخ ابو الحسن علی بن یحیی بن علی الفقیه الحناط -



[ صفحه 11]



بالحاء المهمله و النون المشدده - كما هو المضبوط فی جمال الاسبوع و فلاح السائل و اربعین الشهید، نسبه الی بیع الحنطه او الخیاط - بالخاء المعجمه و الیاء المثناه من تحت المشدده - كما هو المضبوط فی فتح الابواب نسبه الی عمل الخیاطه.

قال فی (فلاح السائل) و (جمال الاسبوع): انه اجازنی سنه 609 ه.

و منهم الشیخ نجیب الدین محمد بن نما ذكره فی الدروع الواقیه.

و منهم السید شمس الدین فخار بن معد الموسوی.

و منهم الشیخ الجلیل ابو السعادات اسعد بن عبدالقاهر بن اسعد الاصفهانی صاحب رشح الولاء، قال فی فلاح السائل: اجازنی ببغداد سنه 635 فی داری التی اسكننی بها الخلیفه المستنصر.

و منهم الشیخ تاج الدین الحسن بن الدربی ذكره فی الدروع الواقیه.

و منهم الشیخ سدید الدین سالم بن محفوظ بن عزیز بن وشاح السوراوی الحلی الفقیه العالم صاحب المنهاج فی علم الكلام ذكره الشهید فی الحدیث التاسع من الاربعین.

و منهم السید ابوحامد محیی الدین محمد بن عبدالله بن زهره الحسینی ابن اخی ابن زهره صاحب الغنیه، ذكره الشهید فی الحدیث 33 من الاربعین.

و منهم نجیب الدین محمد السوراوی كما فی (الاجازات).

و منهم الشیخ صفی الدین محمد بن معد الموسوی.

وتخرج علیه فطاحل العلماء و استجاوزه فی الروایه و فی طلیعتهم



[ صفحه 12]



العلامه الحلی و ابن اخیه السید عبدالكریم صاحب (فرحه الغری) الی كثیرین نص علیهم العلامه النوری فی خاتمه مستدرك الوسائل. [19]

كتاب الملاحم

لقد كان هذا السفر الوحید فی بابه، ثروه علمیه كبری لمن یتحری الوقوف علی ما ارشد الیه النبی صلی الله علیه و آله و سلم و خلفاؤه المعصومون و اصحابه السائرین علی اثره، مما یجری فی الكون من حوادث و فتن و فیه من اعلام النبوه شیء یهش الیه كل مسلم حیث انه صلی الله علیه وآله اخبر عن امور لم یشهدها فی حیاته المقدسه و قد وقعت كما صدع بها، و من المقطوع به ان فی اخبار الرسول الاعظم بهذه الامور المتاخره بحسب اقتضاء ظرفها المحدوده به بشائر بالعصر الذهبی المستقبل الذی یعود الی الدین الحنیف جدته فتسكن الیها القلوب المتضجره من الفساد السائد فی الكون.

فالكتاب: سفر حدیثی من ناحیه، و مجموعه معاجز من ناحیه اخری و تباشیر بالعدل المقرون بظهور (حجه آل محمد عج ) من ناحیه ثالثه.

و قد انتخب المولف اخباره من ثلاثه كتب من المصادر الوثیقه المولفه فی هذا الباب لائمه الحدیث كما نص علیهم الكتاب.

ولادته و وفاته

كانت ولادة سیدنا المترجم فی المحرم سنة 589 ه وتوفی ببغداد



[ صفحه 13]



فی الخامس من ذی القعدة [20] سنة 664 ه و حمل الی مشهد جده علی بن ابی طالب علیه السلام [21] .

و مما نص به (فلاح السائل) عند ذكر صفة القبر انه ینبغی ان یكون القبر الی الترقوأ و یكون فیه لحد من جهة القبلة بمقدار ما یجلس الجالس فیه فانه منزل الخلوة والوحدة فیوسع بحسب ما أمرنا الله تعالی به مما یقرب الی مراضیه & و قد كنت مضیت بنفسی و أشرت الی من حفر لی قبراكما اخترته فی جوار جدی و مولای علی بن أبی طالب علیه السلام متضیفا و مستجیرا و سائلا و متوسلا بكل ما یتوسل به أحد من الخلائق الیه و جعلته تحت قدمی والدی رضوان الله علیهما لانی وجدت الله تعالی یأمرنی بخفض الجناح لهما و یوصینی بالاحسان الیهما فأردت أن یكون رأسی مهما بقیت تحت القبور عند قدمیهما.

و هذا یقتضی أنه أوصی بحمله الی مشهد أمیرالمؤمنین علیه السلام و دفنه فیه ، لكن فی الحلة خارج البلد قبة عالیة تنسب الیه ویزار قبره و یتبرك به و لا یخفی بعد هذه النسبة لو كانت الوفاة ببغداد، نعم یمكن أن تكون هذه القبة لبعض آل طاووس رضوان الله علیهم.

الناشر



[ صفحه 15]




[1] في خاتمه المستدرك للنوري ج 3 ص 466 عن مجموعه الشهيد الأول : كان اسحاق يصلي في اليوم و الليله خمسمائه ركعة عن والده.

[2] في «عمدة الطالب» ص 178 ط النجف كان داود رضيع الامام الصادق «ع» حبسه المنصور و أراد قتله ففرج الله تعالي عنه بالدعاء الذي علمه الصادق «ع» لامه و يعرف بدعاء

أم داود في النصف من رجب مذكور العمل به في الاقبال و غيره.

[3] نص علي هذا النسب المترجم في اجازته المذكورة في ا لاجازات من البحار ج 25 ص 17 و عمدة الطالب ص 178.

[4] المجلسي في الاجازات ص 19.

[5] الاقبال ص 334 في فضل الدعاء لاول يوم من شهر رمضان.

[6] في خاتمة المستدرك ج 3 ص 481 توفي ابن ادريس سنة 598 ه فله 55 سنة.

[7] هذه الملاحظة الدقيقة لشيخنا المحقق النوري في خاتمة المستدرك ج 3 ص 472 و ص 481.

[8] المجلسي في الاجازات ص 19 والنوري في خاتمة المستدرك ص 470 عن مجموعة الشهيد و سوري كما في معجم البلدان ج 5 ص 168 من اعمال بابل بالقرب من الحلة.

[9] في خاتمة المستدرك ج 8 ص 466 كان السيد احمد فقيها رجاليا اديبا شاعرا صنف كتبا كثيرة منها البشري في الفقه ست مجلدات، و عين العبرة في غبن العترة ، و بناء المقالأ العلوية في نقض الرسالة العثمانية ، التي صنفها الجاحظ ، و هو أول من ناظر في الرجال و فتح باب الجرح و التعديل ، توفي سنة 677 ه ، وفي الحوادث الجامعة ص 152 ذكر له كاملا بديعا عنداحتراق حرم العسكري «ع» أيام الظاهر.

[10] في معجم البلدان ج 8 ص 360 يقع في قرب حلة بني مزيد حفره الحجاج الثقفي و هو يمتد من الفرات الكبير و عليه قرية و نسب اليه جماعة من العلماء .

[11] عمدة الطالب طبع النجف ص 179.

[12] المستدرك ص 441.

[13] عمدة الطالب ص 180.

[14] عمدة الطالب ص 178.

[15] المجلسي في الاجازات ص 19 وخاتمة المستدرك ص 478 عن مجموعة الشهيد.

[16] المجلسي في الاجازات ص 19.

[17] الفخري في الاداب السلطانية ص 11 طبع مصر سنأ 1345 ه.

[18] في كشف الغمة ص 245 ذكر اجتماع السيد رضي الدين رضي الدين بالوزير القمي و سؤال الوزير اياه عنوجه استغفار الامام الكاظم «ع» في سجدة الشكر، و هذا الوزير توفي ببغداد سنة 629 ه و دفن اولا بمقبرة الزرادين بالمامونية ، وبقي ثلاثة عشر سنة واحد عشر شهرا ثم نقل الي تربة أنشأها بمشهد الكاظميين و وقف عليها وقوفا و كان محبا للخير مكرما للعلويين، و هو القائل : ان كان ينفعني يوم ا لدين شيء فاكرام هولاء العلويين.

[19] ج 3 ص 473.

[20] العراق بين احتلالين ج 1 ص 262 للاستاذ عباس العزاوي.

[21] الحوادث الجامعة ص 356 لابن الفوطي.